إذا قرر المخرج الأمريكي "جيمس كاميرون" أن يبني حديقته الخيالية الخاصة لتعبر عن أعماله، فمن الوارد أن تكون لعبة Aliens: Colonial Marines مجرد منزل مسكون داخل تلك الحديقة، ترغب بزيارته بعد أن تتناول كوب من الشاي على متن السفينة تيتانيك، وتتوقف للحظات في Termin-Eater لتناول الناجتس، بينما يقوم بخدمتك رجل شبيه للغاية بـ" إدوارد فورلونج"، وذلك لأنه بالفعل "إدوارد فورلونج" الحقيقي، لا تتفاجئ! فعلى الأقل هو يعمل بكد طوال تلك الفترة.
المقصود من تلك المقدمة الغامضة هو التعبير عن اللعبة نفسها وعن الفوضى العارمة التي تجتاحها من البداية للنهاية، كأي عمل فني مشوق، تقدم اللعبة واجهة مقنعة للغاية من الممكن أن تبني عليها أحداث أكثر تشويقاً ومتعة، ولكن بدلاً من ذلك ستجد أثارة من نوع أخر، إثارة تصيبك بالملل وسطحية جدا في الأفكار التي تتناولها، على سبيل المثال، لن تشعر طوال عمر اللعبة أنك تمر بلحظات خطيرة أو مخيفة على الإطلاق، لن تجد دقات قلبك تتسارع من تتابع الأحداث واحتدامها، باختصار، طوال عمر القصة البالغ 6 ساعات لن تجد اللعبة توفر مشاعر حقيقية ولو من بعيد، كالخوف والرهبة والتوتر، والتي ظهرت من قبل في كل أعمال "جيمس كاميرون" الكلاسيكية على الشاشة الفضية.
وإذا كنت تتساءل عن السبب في هذا الاضطراب، فهناك العديد من الاسباب التي تحتاج وقت طويل لسردها، بداية من اعداء Xenomorphic المهوسين، ومرورا بالمخلوقات الفضائية التي لا علاقة لها بصيد البشر ولا تظهر أي علامات تتطور في الجينات، ناهيك عن الاستخدام الأمن للبيادق التي لا تمتلك أي ردة فعل أو تأثير سلبي على حاملها، وبناء على ذلك، يمكن اعتبار الجزء الأكبر من لعبة Colonial Marines مخيب للآمال بدرجة كبيرة، ويمكن القول أن عنوان التصويب من منظور الشخص الأول فشل في جلب الإثارة والمتعة للمستخدمين، وستشعر في أغلب الوقت أنك تقوم بتجربة لعبة لم تكتمل عملية تطويرها، بالرغم من المدة الزمنية الطويلة التي استغرقتها اللعبة في عملية التنمية.
استديو التطوير Gearbox Software وشركة Century Fox تعاملوا مع اللعبة على أنها تكملة رسمية لفيلم Aliens الصادر عام 1986، خاصة القصة التي تتطرق لبعض الأحداث الكارثية التي وقعت في LV-426، مع وجود فرقة جديدة من مشاة البحرية تم ارسالهم الى الفضاء الخارجي لاستكشاف سفينة الفضاء Sulaco المهجورة وبقايا مستعمرة "هادلي"، وحقيقة، فاستديو Gearbox يستحق الثناء للمجهود المبذول في إعادة بناء هذه البيئات الافتراضية بشكل مذهل (بالرغم من أنها ليست بمثل تلك الروعة على المنصات المنزلية).
تبدأ الاحداث بتشويق يجذب انتباهك على الفور، وستشعر بذلك حين تقوم بتقطع اطراف اعدائك على سطح السفينة، أو حين تعثر على المناطق التي لها علاقة بمستعمرة "هادلي" وتجد تسجيلات صوتية تضم محادثات بين الطفل اليتيم "نيوت" ووالدته، ويزخر عالم اللعبة بالكثير من تلك اللحظات التي يفضلها عشاق الفيلم الأصلي، بالإضافة لوجود تلميحات عديدة (Easter Eggs) وهي الميزة التي يمكن اعتبارها الشيء الأبرز في اللعبة.
قد تعتقد في البداية أن اللعبة عبارة عن متحف تفاعلي لتجارب الخيال العلمي، ولكنها ليست كذلك، أنها لعبة تصويب من منظور الشخص الأول ومن المؤسف أنها لم تخرج بشكل أفضل مما ظهرت عليه، فالمشكلة الرئيسية داخل اللعبة مرتبطة بالمخلوقات الفضائية انفسهم، فهم ليسوا أذكياء بما يكفي لمهاجمتك وانت وسط اصدقائك أو القضاء على مجموعة كبيرة من البشر، أو حتى مفاجأتك وأخذك على حين غرة، بل على النقيض تماما، ستجدهم يتسابقون للوقوف في وجه أسلحتك النارية والاستمتاع بالموت من وابل الرصاص الذي يخترق اجسادهم، مما يجعلك تشعر بالملل، وبعدم جدية المنافسة التي تبدو كمسلسل تلفازي رديء.
التحدي الحقيقي الوحيد الذي قد تواجه في اللعبة، هو الوقوف أمام مجموعة من مخلوقات الـXenos على إعدادات الصعوبة القصوى، وبعد دقائق قليلة، ستتفوق عليهم باكتساح ولن يمثلوا لك أي مشكلة حقيقية بعد ذلك، ستجد ايضا متجر الأسلحة يعمل عن طريق العملات النقدية، وهي إضافة أخرى اساءت للعبة نظراً لأنها تسمح لك بحمل كل الأسلحة معك في نفس الوقت، فالسير في ممر مظلم مليء بمخلوقات الـXenos لا يبدو كفكرة مرعبة خاصة إذا كنت تحمل ترسانة من الأسلحة مكونة من 6 بنادق ألية.
وبالرغم من عدد الأسلحة النارية الهائل، فمعظمها مصمم بطريقة مبالغ فيها ويمتلك قوة كبيرة جداً لا توفر أي واقعية، حتى حين تواجه جنود Weyland-Yutani الذين يتميزون بحماية انفسهم والاختباء وأخذ ساتر لمفاداة الطلقات النارية، ولكن باستخدام البندقية، سيكون بمقدورك القضاء عليهم جميعا بسهولة، وتدمير الغرفة بمن فيها.
هذا هو طور اللعب الفردي في العنوان باختصار، بجانب ذلك ستجد نفسك تقف أمام موجات من مخلوقات Xenos ويجب أن تتخلص منهم في أسرع وقت ممكن، بالإضافة لمعارك أخرى يطلب منك فيها التخلص من البشر، وفي كثير من الأحيان يتوجب عليهم جميعا القتال ضد بعضهم البعض، بعد ذلك بستة ساعات تقريبا، تصل للمعركة النهائية والتي لا تختلف كثيراً عن جو الملل الموجود في اللعبة، وفي النهاية يعرض مشهد سينمائي غامض، وإذا باللعبة تنتهي وتبدأ اسماء العاملين عليها بالظهور على الشاشة.
حتى عندما تحاول اللعبة تغيير الأمور قليلاً، ستجد نفسك في مهمة تسلل ومجرد من كل اسلحتك، ويجب عليك ايجاد طريقك من خلال مواسير الصرف الصحي التي تنتشر فيها الـXenos للقضاء عليها، ولكن للأسف فحتى هذا الامر لم يوفر المتعة المرجوة، وبالرغم من أن الـXenos هي مخلوقات جديدة تم العمل عليها من أجل اللعبة فقط، ستجد نفسك قادر على التخلص منهم من خلال تشغيل مولدات الطاقة التي تجعلهم ينفجرون من الغضب (حرفياً)، فقط تخيل هذا الأمر يحدث امامك في مهمة تسلل وتخفي، والتي من المفترض ان تكون المهمة الأكثر رعبا وتوتر على مستوى اللعبة، ولكن بدلاً من ذلك، لن تستطيع التحكم في أعصابك من هيستريا الضحك التي ستصيبك بعد رؤية هذا المشهد المفترض أن يصيبك بالرهبة.