كثيرا ما قرأنا تصريحات المصمم البارع سيفت يرلي حول استحالة قدوم كرايسس الأولى إلى أجهزة اللعب المنزلية و لكن يبدو بأن المثل الشهير “الفلوس تغير ما في النفوس” ينطبق على الجميع ، لعبة كرايتك التي شكلت ثورة و ضجة كبيرة في عالم ألعاب الفيديو عندما صدرت لأول مرة عام 2007 تأتي أخيرا إلى أجهزة اللعب المنزلية لتتيح لك المجال أيضا لقتال الكوريين على تلك الجزيرة الغامضة و اكتشاف المؤامرات و الدسائس التي تحاك بداخلها .
بالطبع جميعنا يعرف جيدا فريق كرايتك الشهير و لعبته الأولى فار كراي ، اللعبة التي أخذت مجتمع ألعاب الرماية على حين غرة بالجودة العالية التي قدمتها ، منذ ذلك اليوم و كرايتك فريق له وزنه و خصوصا في النواحي التقنية للألعاب ، كرايسس تحدت جميع أجهزة الحاسب الشخصي عند صدورها و كانت تبدو و كأنها لعبة من المستقبل ، في الحقيقة فإن نسخة الحاسب الشخصي لا زالت مبهرة كثيرا حتى اليوم ، بعد تطوير محرك كرايتك “كراي انجن3” الخاص بأجهزة الكونسول قام الفريق أخيرا باستخدام هذا المحرك لنقل لعبته الشهيرة “كرايسس” إلى شبكة البلاي ستيشن نتوورك و الإكس بوكس لايف .
قصة اللعبة عادية جدا بل و سيئة و لا تتوقع منها أي شي فاللعبة تتحدث فقط عن تجارب تجريها مجموعة من العلماء على جزيرة ما بإشراف القوات الكورية ، و هنا يتم إرسال وحدة قوات أمريكية خاصة ( كالعادة ! ) لمعرفة ما يحصل ، مستوى القصة متواضع من ناحية طريقة السرد و عروض اللعبة و حتى الشخصيات كذلك ، فالقصة هنا لا تصل إلى المستوى المتوسط حتى لقصة الجزء الثاني و لن تثير اهتمامك على الإطلاق ، و لكن من يهتم ؟ لا ريب بأنك لم تأت هنا من أجل القصة و إنما من أجل اللعب ، و هنا تقدم كرايسس تجربة جيدة جدا و إن كان العمر يظهر عليها بشكل كبير فبعد 4 سنوات تغيرت الكثير و الكثير من الأمور في ألعاب الرماية و لا يمكنك أن تتوقع بأن لعبة منذ ذلك التاريخ تصدر اليوم ستحظى بنفس القبول خاصة و أن كرايتك لم تجر أي تعديل على اللعبة تقريبا .
نظام إطلاق النار في اللعبة جيد و لا بأس به فالتصويب دقيق و ان كنت ستحتاج إلى رفع حساسية التحكم من القائمة الرئيسية ، يمكنك أن تحمل عدة أنواع من الأسلحة في نفس الوقت و هنا تعود خاصية تعديل الأسلحة الشهيرة حيث يمكنك أن تضيف الكشاف الضوئي للسلاح أو منظار الرؤية و غير ذلك ، كما يمكنك بالتأكيد أن تستعمل قدرات بدلة النانوسوت كخاصية الإخفاء و خاصية الدرع المقوى ، و لطالما ميزت هذه العناصر كرايسس عن باقي ألعاب الرماية ، الجزء الأول تحديدا يقدم بيئة لعب مفتوحة و واسعة بأسلوب المدرسة القديمة و الكلاسيكية في ألعاب الرماية مما سيحظى بتقدير الجمهور العتيق للـFPS و الذي لن يجد ألعابا كثيرة مشابهة بهذه الفلسفة التصميمية في العصر الحالي ، من الجدير بالذكر أن اللعبة تمتلك نوعين من المهمات سيتم إظهارهما على الرادار ، المهمات الفرعية باللون الأصفر و الرئيسية باللون الأخضر ، المهمات في الواقع لا تعدو سوى كونها وسيلة لتوجيهك إلى المكان الذي يجب أن تذهب إليه في اللعبة لا أكثر ، حيث ستستعمل بعض أجهزة الكمبيوتر و هذا الهراء الذي يسمى بالمهمات في اللعبة .
و بما أننا ذكرنا لكم مسألة مدرسة اللعب القديمة في كرايسس ، فهناك عنصر آخر كلاسيكي تحتويه اللعبة و هو إمكانية قيادة المركبات المتعددة لتتنقل في أرجاء الجزيرة الواسعة ، لكن نظام اللعب المفتوح هنا ليس خاليا من العيوب بل هو متعدد العيوب في الواقع و تبدو آثار الزمن جلية عليه ، بداية لن تتمكن من الحصول على الذخيرة أوتوماتيكيا بل يجب عليك أن تقوم بالتقاط الذخيرة من الأعداء القتلى عن طريق الأزرار .. يوووه ما هذا الإزعاج أحيانا ستعاني كثيرا و أنت تبحث عن الذخيرة خاصة و أنك لن تنخرط بالتقاطها و أنت تواجه جحافل الكوريين الذين يرغبون في القضاء عليك كالمجانين ، و بعد أن تجهز عليهم تبدأ عملية البحث عن الذخيرة و التقاطها مما يشكل واحدا من أكبر عيوب اللعبة ، كذلك الذكاء الاصطناعي يواجهك أحيانا بطرق رخيصة ، الأعداء لديهم القدرة على الإبصار من عشرات الأمتار فلديهم عيون الصقر و ستجدهم يطلقون عليك النيران من مسافات شاسعة للغاية و سيرونك بمجرد أن تظهر على الشاشة مهما كانت المسافة بعيدة بينك و بينهم ، كما سيواجهوك أحيانا بأعداد غير معقولة من الجنود و كأن الجيش الكوري بأكمله يتواجد على هذه الجزيرة ، كما أن بعضهم أحيانا سيتطلب منك تفريغ مدفع رشاش كامل في بدنه للقضاء عليه ، نحن نحترم الذكاء الاصطناعي المرتفع لكننا لسنا من هواة الأساليب و الطرق الرخيصة في رفع مستوى التحدي بالألعاب .