لن ننكر أن هناك لحظات من العظمة في Lost Planet 3. فالتمثيل في القصة ممتاز لدرجة كبيرة، كما وأن المؤثرات البصرية التي تضرب عالمها الجليدي مثل العواصف الشديدة مثيرة للإعجاب حقاً، وفي بعض الأحيان يعمل نمط منظور الشخص الثالث فيها مع نمط قتال الوحوش باستخدام الرجال الآليين العمالقة سوية ليقدمان لنا معركة زعماء غير مألوفة. لكن هذه تبقى مجرد لحظات، وما يقع بينها ويشكل أغلبية الـ 15 ساعة من اللعب في نمطها الفردي تسبب الإحباط وتنسيك سبب إعجابك بها من الأساس.
إن قصة اللعبة محاولة تقليدية لتبني شخصيات محلية بأسلوب يشبه أفلاماً مثل بوكاهونتاس وآفاتار، لكن أكثر ما يميز قصة Lost Planet 3 هو أنها تروي أحداثاً سابقة للعبة الأصلية (بحوالي 50 سنة). وتتميز اللعبة بالمشاهد المؤثرة والممثلة بشكل ممتاز، مثلما عندما يقوم جايمس بايتون (وهو الشخصية الرئيسية) وزوجته بتبادل رسائل عبر الفيديو. يتحدثان حول أمور مثل خطوات ابنهما الأولى، والتي لم يتمكن من رؤيته يخطوها بسبب تواجده بعيداً على كوكب EDN III بحثاً عن طاقة T-energy (والمعروفة أيضاً باسم Unobtainium). إن بايتون هو مثال البطل التقليدي المحبوب، ونرى الاعتناء الشديد بالتفاصيل في المحيط مثل صورة زوجته المعلقة داخل حجرته في رجله الآلي والتي تذكرنا بشكل مستمر بسبب تحمله لهذه الحياة على هذا الكوكب الجليدي الذي تجتاحه الوحوش.
كما وأثارت إعجابي شخصية العدو، وهو جندي يعمل على مبدأ الغاية تبرر الوسيلة، والذي تشعر أن تصرفاته منطقية نوعاً ما عندما تأخذ بعين الاعتبار أنه يقاتل سعياً لإنقاذ الأرض. إن أداءه ممتاز أيضاً، ولا يتحول لأداء ركيك وقريب للأداء الكرتوني إلى في المعارك النهائية.
طبعاً لا يخلو الأمر من بعض التمثيل السيء في اللعبة أيضاً. وعلى الرغم من أن المقاطع السينمائية تحتوي على رسومات ذات تعابير دقيقة ومعبرة، إلا أن الموجودة ضمن اللعبة بحد ذاتها تبدو خرقاء ومضحكة، وتتحرك مثل الدمى المتحركة. معظمها شخصيات ثانوية، لكنها تخلق عدم تناسق صارخ في اللعبة. هذا يجعل من الممثلين الجيدين يبدون أفضل في حين يجعل من Lost Planet 3 ككل تبدو أسوأ.
لكننا جميعنا هنا لنطلق النار على المخلوقات الفضائية، أليس كذلك؟ وجاءت Lost Planet 3 بفكرة جيدة لمزج آليات القتال، وذلك بجعلك تقود رجلاً آلياً بطول 12 متر وبعدها تقفز خارجاً لتقوم بتفجير الوحوش العملاقة. ولكن هذا يتسبب بالإرباك وذلك لأن كلا النمطين شديد البساطة ويفتقر للبراعة الكافية التي قد تمكنه من حمل اللعبة لوحده.
إذ نجد على سبيل المثال أن المعارك سيراً على الأقدام عامة جداً لدرجة بالكاد تستحق الذكر، مع عدم وجود أسلحة ملفتة قد تميز اللعبة. وخاصة عند وصولك إلى حوالي الساعة الثامنة من اللعب، عندما تنتقل من ضرب أسراب من حشرات الـ Akrid الفضائية إلى المرتزقة البشريين ذوي الذكاء الاصطناعي الأكثر غباءاً من المعدل الوسطي، تشعر بأنك تنتقل من الممل إلى الأكثر مللاً. الأمر الوحيد الملفت هو بعض التغيير في الأحداث السريعة والتي تتطلب منك على سبيل المثال توجيه سكين صيد نحو الكائن الفضائي الذي يحاول أن يأكلك. كما وهناك بعض المساوئ في الأنيميشن، والتي كان أكثرها إزعاجاً بالنسبة لي والذي تكرر كثيراً هو عندما يطلق بايتون خطافه الذي يشبه خطاف باتمان، ويتم سحبه نحو زاوية غريبة.
معارك الرجال الآليين أكثر إثارة للاهتمام، على الأقل لبعض الوقت. وبما أنها جزء من معدات التعدين وليست جزءاً من الأجهزة العسكرية، فهي تكاد تعتمد بشكل حصري على القتال باليد. ولكنه قتال أقرب منه للدفاعي في الحقيقة، إذ أنك في معظم الوقت تجد نفسك جالساً بانتظار هجوم العدو عليك ومن ثم مواجهته والقيام بحركة سريعة لضربه في أجزاءه الطرية. كل عدو لديه نمط مختلف، ولا توفر اللعبة أية فرصة في نثر غالونات من دماء المخلوقات الفضائية البرتقالية المضيئة ما يضيف نفحة من اللون المثير على البيئة البيضاء الكئيبة لكوكب EDN III.
إن دمج النمطين يقدم إمكانيات كثيرة، لكنك نادراً ما تستطيع استغلالها بسبب تصميم المستويات المقيد والذي غالباً ما يجبرك على نوع من القتال بدلاً عن الآخر، وذلك أحياناً عبر حبسك داخل الحجرة وذلك "بهدف حمايتك". هناك معركة واحدة فقط (والتي عليك أن تستخدم بها الآلة وتقنيات التصويب من منظور الشخص الثالث كليهما بهدف الكشف عن نقطة ضعف في العدو) كانت الوحيدة التي استغلت استخدام هذه التركيبة بشكل مبدع.